الثلاثاء، جمادى الأولى ٢٤، ١٤٢٧

ما بعد غيبتك روح

(( لا إله إلا الله..
ومنال من عطا الله
خلوا بنيتي خلوها..
ومن الغنايم بدّوها
تسلم لأمها وأبوها))
.
.
.
هذه المرة جدتي نامتْ..
دون هدهدة.. أو قُبلة قبل النوم
اهمسوا بالصوت في الحديث عنها ، على طريقتها وهي تلعب بشَعري وتهدهد ليلي الأَرِق ، تمسح على ظهري براحتها ، وتهمس حتى يغفو قلقي..
دون أن تتثاءب ، أو تصمتْ ، أو يُغفي طرفها تعب .
اخفضوا الضوء.. لا تطفئوه !
تحب أن ترى الوقت في الساعة ، وطريق خطواتها ذهاباً وجيئة من الفراش ، والسلوى بخيوط نور تدلّها لكوب ماء بجوار رأسها ( أحد الذي أفعله مثلها تماماً )00

حين أولد في بيت هي أمّ لكل أهله ستكون أمي..
وحين أولد لأمٍّ غضةٍ في الـ 18 ستكون أمّاً مع أمي..
وحين أكون بكرَ وحيدِها ستكون أمي..
جدتي أمي وأيّ أمّ

بالضبط...
إزاء مقعد قارس دونها ، وفنجان قهوة مهجور بنقش من ثلاث زهرات ، وسجادة صامتة بلون وجهها حين يمر ذِكْرُ جدّي ، أو تغضب لإلحاح أقراص تُجادل في كل نوبة لتتناولها.. أكتب
في هذا الوقت تحديداً ستسأل مرتين عن أذان المغرب..
قبل أن يكون المؤذن فعلياً رفع يديه في سؤالها الثالث ليكبّر..
ستنتظر قهوتها التي تتأخر كل يوم بضع دقائق..
وستسأل عن كل غائب غير مرة بين رشفة وأخرى..
وستتذكر جدي على الأقل مرة ، وتحبس دمعة يخونها فيها صوت ينتحب لدقيقتين أقلّه كذلك..
يتبعه ألم ابنة تعتادها فُرش المشافي ، وأخرى تخونها مفاصلها.. بحشرجة تراتبية أن تفتديهما بالوجع ، كما كانت لتفعل لبردّ أحدنا ، أو مغصه..
ستضحك بعدها لأي شقلبة لفيصل ، أو مزحة لمحمد ، أو .. ، أو..
لأبسط البسمات

جدتي نامتْ..
قالت إن جدي مرّها في منام ؛ ليودع كفّها مفتاحاً ، ومضى فرِحا..
قالتها ، ومضتْ لفراشٍ بنور خافت ، وكوب ماء ، ولم تصحُ بعد.
.
.
.
جدتي نامتْ:
بيت موحش..
ليل أرِق..
وظَهْر ٌعا ا ارِ