الخميس، جمادى الأولى ٢٦، ١٤٢٧

حاكيني


ربما بحثاً عن سكينة ما ، عن رتقٍ لثقبٍ يفترس الداخل بشراهة ، عمّا لا يشبه مقتضبات جوازم مقررات الدين المدرسية ، وعبوس معلماتها اللاتي لا يستسغن بديهيّ الأسئلة00 كما يفعل الأهل خوفاً ، وكما يتجاهل الأصدقاء مسلكاً لا يوافق مزاج أيامهم هذه الفترة 0
.
.
الحزن ينخرني بصمـــتْ ، بوقار التماثيل المبتسمة00
ربما هو أكثر ما أجيده: ضحكٌ خارجيْ حد خدش عمقي للآخر00 رصاص رحمة يدرأ سامج الأسئلة ، وتسبيلة الإشفاق00 إذ يبدو أن الكل أفهم منك بك 0
.
.
.
عهدٌ من الحبّ اللامشروط انتهى بمضيّها00
هل بقي لك ممن يوقدون من عمرهم صلوات لنجاحاتك ؟ لسعدك ؟ لأبنائك الذين لم يأتوا بعد ؟ لعافية نزرك الأخير من العمر التي تقيك منّة رعاتك ؟ لموتك الرحيم ؟ لجنّتك الموعودة ؟
كانت وحدها تفعل00 كان هذا ما تجيده الأكثر00 ولم / لن أعرف من سيفعله لي أبدا
.
.
أنتِ توقن أن والديك يبتلا حبك00
وإخوة مهما امتعضوا من تسلطك في التفاصيل يحبسون الهلع من وعكاتك الأكثر00
وأخت وحيدة تتعوذ من وسواس فقدك يوماً ولو مزاحا00
وأصدقاء تصدّق بهم رغم واهي الإيمان بعلائق خذلك عديد أوثقها غير مرة00
لكنّ الكل يعود له00 لصَلاته الخاصة00 لوحدته ، أو جمع صحبه00 ومازال الناقوس ذاته يطرقك: دون أن تبكي دون أن تضحك 0
.
.
.
"كانت أبيض من شعرها
ثوب أخضر..
وغمضة أخيرة "
.
.
.
يذكر ابن القيم الجوزية في كتابه ( الروح ) أن الميّت يعلم بعمل الحي من أقاربه وإخوانه00
قال عبدالله بن المبارك حدّثني ثور بن يزيد عن إبراهيم عن أبي أيوب قال: تُعرض أعمال الأحياء على الموتى، فإذا رأوا حسناً فرحوا ، واستبشروا ، وإن رأوا سوءً قالوا: اللهم راجع به"0
إحدى التساؤلات التي يتناولها الكتاب تتحدث عن إمكانية تلاقي أرواح الأحياء وأرواح الأموات.. هو من قبيل ينزع أكثر من أعرفهم لمرور الكرام عليه ، وكأنك "تفاول" لموتهم ، أو تقذف في وجههم شؤما.. أما ابن القيّم فيقول: بأن شواهد هذه المسألة ، وأدلتها أكثر من أن يحصيها إلا الله تعالى ، والحس ، والواقع من أعدله الشهود بها ، إذ أن أرواح الأحياء والأموات تلتقي كما تلتقي أرواح الأحياء.. وهو التفسير الذي ضمّنه ابن عباس _رضي الله عنه_ حول الآية التي تقول:0
(( الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمّى إنّ في ذلك لآيات لقومٍ يتفكرون ))00
يقول ابن عباس حول هذه الآية: أنّ أرواح الأحياء ، والأموات تلتقي في المنام ، فيتساءلون بينهم ، فيُمسك الله أرواح الموتى ، ويُرسل أرواح الأحياء إلى أجسادها 0
وفي تفسير آخر للسدى يقول: تلتقي روح الميت ، وروح الحيّ ، فيتذاكران ، ويتعارفان ، فترجع روح الحي إلى جسده في الدنيا إلى بقية أجلها ، وتريد روح الميت أن ترجع إلى جسده فتُحبس0
ومن ثم يسهب ابن القيّم في الشرح من أن الذي يدلل على هذا اللقاء أن الحي يرى الميت في منامه ، فيستخبره ، ويخبره الميت بما لا يعلم الحي ، فيصادف خبره كما أخبر في الماضي والمستقبل ، و ربما أخبره بما عمله من عمل لم يطّلع عليه أحد من العالمين ، و ربما أخبره عن أمور يقطع الحي أنه لم يكن يعرفها غيره 0
الكثير من الهجيعة كانت في هذا الكتاب ، والأكثر من المنى00
منامي الأول الذي زارتني فيه يُقسم الكل على خير ظاهره ، وكذلك أفعل ، لكن هناك ما لم يجسوه بنظرهم ، أو عرقته روحهم تلك الليلة ، شيء لم أعرف كيف أشرحه حتى الآن !!0
وزارتني في حجرتي مرتين اقتربت في الثانية أكثر ، لم أسمع لها صوتاً ، أو بنت شفة 00
.
.
.
حاكيني يمّه.. حاكيني

1 Comments:

At ١:٤٧ ص, ذو الحجة ٢٨, ١٤٢٨, Anonymous غير معرف said...

جمعنا انا وانتي هم واحد ..وكأنك تتحدثين عن شئ بداخلي..

سعدت بقرائتي لكتاباتك:)

 

إرسال تعليق

<< Home