الثلاثاء، رجب ٢١، ١٤٢٧

أما بعد.. إذا كان هناك بعد


" كُلُّهم للوطن
للعُلا
للعَلَم
ملء عين الزمن
سَيْفُهم
والقلم
سهلهم والجبل
منبت للرجال
قولهم والعمل
في سبيل الكمال
كُلُّهم للوطن
للعُلا
للعَلَم
كُلُّهم للوطن "
.
.
.
وصل عدد الضحايا ( ممن وُجدوا ) 1140 على سبيل التقريب..
ومازال البعض تنهشه وحشةٌ تسجّي جثثهم باردةً تحت قبرٍ مؤقت من الأنقاض..
ثمة من قضى نَحْبَه دون ليلةٍ خلتْ من قذائف..
دون وداعٍ أخير ، أو قُبلة ، أو صلاة ،
دون أن تعيد جارة لجارتها ما استعارته من طحين
دون أن تمتلأ حصّالة صغير في الجنوب ليقتني لعبة مشتهاة.. أو تُفرغ ،
فذابت مع ما انصهر من أساسات البيت ، وأهله ، وجسده
.
.
.
اليوم ثمة كثير من المآذن الملأى بالتكبيرات ، والكنائس الغاصّة بالنواقيس
ثمة الكثير من الأعيرة الفَرِحة ( مجازاً ) في الجنوب
وثمة شهر مضى محموم بالدم ، واستعار ثمن براميل النفط ،
والأكثر من خيبات 300 مليون فرد في حكوماتهم بما يثير ما هو أطغى من الحنق المعتاد ، وأقذع الشتائم
.
.
.
ثمة عالم سيستمر بعنصرية عرقه الآري ينظر لـ 3000 أمريكي من ضحايا 11 أيلول بمنطق الشهادة ، ودماء بزرقة سماء نيويورك ،
ومهما أفلح شرفاء ما بإضافة شهداء هذا العدوان لقوائم صبرا وشاتيلا ، والقانايتين ، ومروحين ، والحولا ، والقاع ، وجنين ، وغزة ، وعراق الله ، والكثير مما لا ينقضي بمسك ختام !
سيُعدّون من ضحايا الدرجة الثالثة نسبةً للعالم الذي ينتمون إليه
.
.
.
ثمة فيروز لن نستطيع تمييز ترنيمها دون أن تبكي..
ثمة " روشة " كوجه بحّار قديم ستعطي ظهرها للبرّ..
وثمة جوّال لن يبيع عرائس السكر على الكورنيش بعد الآن
.
.
.
فقط كما تقول منحوتة الأَرْزة التي اقنتها لي أمي العام الفائت من بيروت:
" دخل ترابك يا لبنان شو بحبك "